
في لحظة وصفت بأنها محطة فارقة في تاريخ الجمال الإماراتي، تُوّجت مريم محمد بلقب ملكة جمال الكون الإمارات 2025، لتصبح أول امرأة من الإمارات تحمل هذا التاج الرفيع. الحدث الذي أقيم تحت إشراف منظمة “Miss Universe” العالمية، جسّد روح الدولة المتجددة وسعيها الدائم نحو تمكين المرأة ومنحها حضوراً مؤثراً في المحافل الدولية.
تنتمي مريم إلى جيل إماراتي شاب يؤمن بأن الهوية لا تتعارض مع الحداثة، بل تتكامل معها. درست الاقتصاد في جامعة سيدني وتتابع حالياً تخصص تصميم الأزياء في معهد ESMOD دبي، لتقدّم نموذج المرأة الإماراتية التي تمزج بين الفكر والإبداع والمسؤولية الاجتماعية. رؤيتها تنبع من إيمانها العميق بأن تمكين المرأة يبدأ من التعليم، ويمتد نحو الإسهام الفعّال في التنمية.
منذ لحظة تتويجها، أكدت مريم أن اللقب ليس مجرد تكريم شخصي، بل منبر لنشر رسائل إيجابية تدعو إلى الرحمة ومواجهة التنمّر الإلكتروني. وقالت في كلمتها: “اللطف قوة. في عالم تنتشر فيه السلبية بسرعة، فلننشر نحن الرحمة بشكل أسرع. كل كلمة لها أثر، فلنستخدم كلماتنا لبناء الآخرين لا لكسرهم“.
وأضافت: “أقول لا للتنمّر الإلكتروني، ونعم للطيبة. أؤمن بأن اللطف قادر على تغيير العالم. في زمن يمكن للكلمات أن تجرح أو تشفي، فلنختر أن ننشر الإيجابية والتعاطف والاحترام. معاً يمكننا أن نخلق عالماً يشعر فيه الجميع بأنهم مرئيون ومقدّرون وآمنون“.
وتابعت: “حمل هذا اللقب شرف لا يوصف. إنه ليس مجرد رحلتي الشخصية، بل انعكاس لأحلام كل من ينتمي إلى الإمارات. معاً نرتقي بالقوة والرقي والوحدة، ونُظهر للعالم أن الجمال الحقيقي يشعّ من الغاية والروح“.
تستمد مريم جانباً من شخصيتها من البيئة الإماراتية الأصيلة، إذ عبّرت عن حبها للصقور والجمال باعتبارها رموزاً للفخر والصبر والقوة. تحلم بامتلاك مزرعة للجمال تكون انعكاساً لتراث بلدها وعمق ارتباطها به، مؤكدة أن التمسك بالهوية الثقافية هو ما يمنح كل إماراتية تفرّدها وسط العالم. كما أن مشاركتها السابقة في مسابقات دولية منحتها خبرة وثقة لتقف اليوم سفيرةً للأناقة الإماراتية على المسرح العالمي.
يقف وراء هذا الحدث اللافت اسم بوبي كابيلا، المديرة الوطنية لمسابقة ملكة جمال الكون الإمارات. بفضل رؤيتها وإصرارها، تحولت المسابقة إلى منصة تمكين وتأثير تحتفي بالطموح والإنجاز النسائي، وتتجاوز المفهوم السطحي للجمال. تؤمن كابيلا بأن الجمال الحقيقي يكمن في الإلهام، وبأن المرأة الإماراتية قادرة على أن تكون رمزاً عالمياً للوعي والرقي والتأثير الإيجابي.
